الاثنين، 5 مايو 2014

حياة وحب وأمل وذكريات باقية!



ما من نجمة تلمع في السماء.. فقط القمر يضيء من بعيد… كنت مع صديقة الطفولة حينها، فجأة تذكرنا ما كان مخبأ في كنوز مخيلتنا الطفولية.. ذاك النهر وهدير المياه، كنت أذكر كل تفصيل منه، لأنه كان المكان الوحيد الذي أزوره في طفولتي ولأن الذكريات القديمة تبقي حية أكثر من الذكريات المتأخرة، كان يخيل إلي أنني لطالما عشت النهار نفسه لسنوات وسنوات، دائما استيقظ بالشعور نفسه ودائما أردد الكلمات نفسها ودائما تراودني الاحلام نفسها!
باعدتنا الحياة عن بعض ليعيش كل منا تفاصيلها دون الآخر، أحببتها كثيرا كل تلك السنوات، مع ان الحب كان موجودا مذ رأيتها للمرة الأولى لكن ما نسيتها يوما!
الحياة ليست مختلفة تأخذنا على حين غرة، وترغمنا على السير بإتجاه المجهول، عندما نكون غير راغبين في ذلك، عندما لا نكون في حاجة إلى ذلك. تضرعت إلى الله كيما يغسل روحي من الذنوب ويجمعني مع أحبائي جميعا!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض الأمسيات فيها ما لا أدري ماهو… فقط اجلس تحت نور مصباح.. استغرق في تأمل النجوم، أرى منازل دمرته الحروب… مسجد قديم والصمت!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“لنجلس تحت شجرة ما ونحكي قليلا يا زينب”.. تعبنا من المشي طويلا وكانت الشجرة قرب مكان إجتمع فيه ناس.. كثير منهم كان من أصحاب العيون الحمراء الحاملين للبنادق بدون اهداف تذكر غير أن يؤذونا وربما ايضا يؤذوا حالهم بحالهم… أحدهم كان متجها نحونا يتمتم بكلمات لم افهمها قط… ظننتها أولا تعويذات سحر… لكنه كان تهديدا لنا، هذا ما عرفته لاحقا. هو ذا وصل… أنتما ماذا تفعلان هنا؟! هااه فهمت تدفنان المتفجرات؟ حركة الشباب ارسلتكما؟!! هيا الى السجن… كانت تلك احاديثه، يقولها وهو يصوب البندقية نحونا.. ويهددنا بالقتل أو السجن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد يشعر المرء بالخوف الحقيقي في مثل هذه الحالة ولكن بدأنا نشرح له بأنه لا علاقة لنا بما يقوله… لم يستوعب كلامنا.. دعوت الله جيدا “يا إله السماوات… لا تتركنا في منتصف قصة مثل هذه.. يا إله السماوات” في النهاية الرب استجاب لدعواتنا و بعث لنا أحدهم ليخلصنا من هذه القصة… يا إلهي لك الحمد سبحانك.. انت خلقتنا ودائما ما تنجينا أخطار هذه المدينة!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أركض في طريقي الطويل المشرق كل يوم! اتوقف كل ساعة وكلما اتعب على ذاك الرصيف اجلس… هذه المدينة تسقطني كل يوم.. حزنها يا لله حزنها يغتال جزءا كبيرا مني وانا لا املك سوى ضحكات دافئة ومحاولات للتغلب على مخاوفي…. شيء ما يتعبني يثقل كاهلي… وأنا اشيح بعيني عنه! كل حين أشعل الروح بالحكايات.. بتعويذات من الحب وبأغنيات قديمة … لا يحق لي أن أحزن أبدا.. فقط أحتاج أحدا ما يساعدني لإجتياز الطريق! عجبا لأمر أهل هذه المدينة.. لا اعرف كيف يمضون قدما قدما في ذاك الشارع صباح ليلة هبت  فيه أعاصير قوية… ذات شتاء سألت نفسي ماذا لو رحلت بذلك الانفجار الذي وقع ورائك.. لأنك قبل قليل كنت هناك… ” حتما كنت سترحلين بعيدا جدا…إذ ذاك لم تثقلي ذاكرة احدهم”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل قصص الحب متشابهة… قد يفضي بنا الحب دائما إلى نهايات سعيدة أو مؤلمة… المهم يفضي بنا إلى مكان ما.. أولئك الذين يواعدوننا… ربما يتأخر بنا او بهم القدر.. ربما لا تأتي تلك الأفراح التي انتظرناها في محطة ما هناك… سوف أنسى كل شيء؛ طرقات أحلامي وتلك الأحلام التي كانت أحلامي ولم أعترف بأنها كذلك… كان علي ان اتوقف عن الكتابة تكرارا.. لكنني لم افعل، ودائما ما كنت اقلب الصفحة وهذه المرة يجب تمزيقها الى قطع صغيرة ورميها بعيدا جدا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحاول أن أتذكره لكن الصورة تأتي مشوشة غير واضحة في بالي.. لطالما حلمت به دون أن أنتبه إلى ملامحه، أحس بشيء من الدفء عندما أراه مرات في أحلامي… عليك رحمات الله يا أبي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق