الأحد، 4 مايو 2014

رسالة إلى ركلة في المؤخرة



صديقي ركلة،،
لم تفارقني يوما تلك الأجساد التي تطايرت في أحد الإنفجارات..ولا مشاهد الأشلاء..ولا ملامح الإنسان المضاع في الدار.
لم أستطع أن أنسي ابن خالتي الذي كان معي صباحا في المدرسة وفي المساء مات في ذلك القصف
ذاك المسن الذي فقد ابنه في البحار..وتلك الشابة التي مات حبيبها ولم تستطع أن تودعه
وحتى الأم التي مات ابنها وهو راجع من المدرسة.
لم تفارق ذاكرتي كل قصة قبيحة.. عظيمة القبح والتي يرويها سكان هذه الأرض التي كأنها لا ترتوي من الدماء.
لم تفارقني روائح الحزن الذي يمر بجانبي في كل شارع أخطو بين فجائعهم وأوجاعهم والتزم الصمت ولا أستطيع حتى تقديم التعازي..احتراما لهيبة الموت.
هنا آلام حقيقة، آلام أكبر من أكتب عنها قصة فرح هش يا صديقي !
ولكن هل يا ترى لديهم خيار آخر..عندما يتطاهرون باللامبالاة..رغم هذا القبح ورغم ما يعترض طريقهم من صعاب عويصة وعوائق جمة ؟!!
أبحث عن السلام آخر الليل يا صديقي وأملأ سلتي بالهواء باكرا..كل صباح أنظر لهؤلاء الذين لا يكفون عن سيرهم في الطرقات... قد يذهب البعض لدراستهم..والبعض الآخر لأعمالهم رافضين الاستسلام لقيود الواقع، يعلمونك المضي قدما..قدما حتى آخر الطريق!
لربما فنينا جميعا لولا تلك الأرواح..التي تجعل حكايات القمر والنجوم المضيئة جميلة في  أعيننا..وتحركنا مع إشراقة شمس كل يوم جديد.
الكل يجيد الحديث عن أوجاع الدار..وأنا لم أستطع أن اكون كالبقية أنا تلك الروح التي تعلمت من هؤلاء كيف يصارعون المستحيل ويواجهون الموت.
أنا تلك الروح التي تستمتع بعزف الطبيعة هنا..ولا تكف عن الغناء أبدا، تكتب للأمل، للحب، للجمال، للضحكات وللحكايات المخبئة في حقيبتي الملونة!!
أعذرني صديقي..لم أستطع أن أخون وفاء الأمل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق