الأحد، 4 مايو 2014

طلابنا شعلة لا تنظفئ!


كان على الصباح أن يشرق وعلى الشمس أن تفرد أجنحتها على مقديشو ذلك الصباح من 3 ديسمبر2009 وما كادت السحب تنقشع جزئيا من سماء هذه المدينة عند 11:15 تماما حتى إهتز فندق شامو بوقع إنفجار غير مسبوق من حيث قوته وخسارته، سرعان ما أدرك المقدشاويون أنه وقع في حفلة تخرج لطلبة جامعة بنادر وأن سيارات الإسعاف بدأت تلعلع في ذلك المكان.
كان المشهد طاغيا على أي شيء آخر، ومتسارعا بشكل يزيد الذهول..جثث مشوهة وأشلاء طل عدد منها مجهول الهوية لساعات، مشاهد طغت عليها رائحة الدم بقسوة مثيرة للنحيب،أناس يندفعون إلى المستشفيات ليتفقدوا أحبتهم إن كانوا قتلى أو جرحى وعلى وجوههم ذهول وغضب شديدان فيما تحلق كثيرون في منازلهم حول شاشات التلفاز لمتابعة آخر التطورات والتفاصيل.
كان العالم في ذلك اليوم ينكسر من حولي وأنا أبحلق في العتمة لعلى أرى، ولا ينفد إلا بريق هذا الإنفجار، وحنين داخلي للحطات الفرح الجميلة التي كانت قبل الحادثة، حنين لا يفعل أكثر من الألم، يلسعني ويكويني ويوجعني.
تلك كانت البداية إذن وتلتها موعدهم الآخر لإعدام الطلاب في 4 من أكتوبر2011، وتلك كانت الكوابيس التي بدأت تراودنا مستحضرة صوت ذلك الإنفجار وكذلك القلوب ترتجف بين الضلوع ولكن مالعمل؟ صبر حتي آخر الأنفاس وغضب يبلغ ذروة الحقد وتمني فناء من يحاول إفناءنا ويتعمدون أن يقضوا من مقديشو عن طلابها وشمعة أملها، لتصير مدينة خربة يسكنها البائسون العاجزون ولا تصلح للحياة.
كثير من الطلاب نجوا وعاشوا ذلك اليوم وسيعيش من بقي منهم مايليه، ومزيد من الطلاب قتلوا في هذه المدينة فيما يكرر الباقون منهم 
"لا نامت أعين الجبناء"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق