الثلاثاء، 27 مايو 2014

موعد مع موجات البحر!!




 



أحدهم يريد مفاجأة هكذا فكرت بتفائل عجيب..
 بعد إنتهاء العمل وأقتربت ساعة الخروج مساءاً فجأني أحدهم دعوة لأرافقه لمطعم هناك قرب الشاطئ.

ليست بداية هذا الليل سيئة وتعني أكثر من ذلك بكثير، رافقت البحر صباحات ملونة ولم أحظي فرصة كتلك لأكون برفقته ليلا!

فليكن، ستذهبين... ستكونين في قمة الجنون هذا المساء.. ستملئين جيبك بالفرح وتكفرين عن حزن عام مضى!

كنت أقول لقلب كان قلبي هذه الكلمات.


في كلّ موعد مع شاطئ هناك شيئ ما يكون جميلاً بهيجاً يجعلك تشعر بسعادة،
وصلنا المطعم وجلسنا الشاطئ لدقائق.. أخذت صوراً بصمت، لا صوت غير موجات البحر.. وموجة أخرى في داخلي أسمعها أنا فقط...

 وماذا يمكنني أن افعل أن كنت في مزاج جيد...
ماذا يمكنني أن افعل ان كان قلبي يغني..
ماذا يمكنني أن أفعل إن كانت احلامي مرتفعة..
ماذا يمكنني أن أفعل إن كنت أستمتع بوقتي..

ماذا يمكنني أن أفعل إن كانت كلّ تلك الأمور محببة إليّ..





الأحد، 18 مايو 2014

لهذا نحن..






كان الوقت عصراً عندما نزلت من الباص، في الطريق جمعني القدر مع رجل مُسن تحدثنا وأول ما سألني بعد السلام كانت قبيلتي ومن أي قبيلة أنا، ومع أن الله جعلنا قبائل لنتعارف إلا أني فهمت من كلامه أنه يستخدم للعصبية والقبلية، ليس هو فقط بل لفرط ما أستخدمناها للتعصب لم أعد أحب سماع حديث يخص القبائل... 

ولأني من يوم ما رأيت الوجود كان حولي يشتعل نارا وحروباً بسببها ومن يومها بدأت التشرد وإلى الآن أمي لم تنسي تفاصيل تلك الأحداث التي إجتمعت في وقت واحد (ولادتي- الحروب- التشرد) لم تنسي كيف كانت تضمني وكيف كانت تريد أن تحميني من رصاصهم، لم تنس أي شيء!

 ومن بعدها أنا لم أتهنأ بعيشي ولم يهدأ لي بال وأذني لم ترتاح من سماع حروب لا إسم لها غير أنها بين قبيلتين!!

لهذا نحنُ نكره/ نلغي الآخرين بسببها، ولهذا نتفرق ولهذا يَموتُ بعضنا أيضاً!!.
****
****
وطني.. إنه عالمنا والمكان الوحيد الذي نطهر فيه أهميتنا ونكسب فيه إحترام الجميع في هذه الأرض، كانت مسئوليتنا أن نحترم هذا الجزء الصغير الخصب الذي منحنا الله إياه، أن نتعامل بعضنا البعض بمودة لكن العكس هنا نصف وطن ونصفه هناك وحكومة هنا وهناك حكومة، الكل يريد ولا يريد ولم نتفق في شيء.

لهذا نحنُ نعيش مداساً تحت أقدام العابرين/ متشردين، ويكرهنا العالم، ولهذا يَموتُ بعضنا أيضاً!!
****
****

ذلك المساء كنتُ كائنا من البهجة بسسب صديقاتي الجميلات/ الحبيبات، تحدثنا طويلا وضحكنا معاً، ثم ذات صدمة رأينا في الشارع سيارة محروقة ومكسورة كاملاً، لكأنها كانت هناك منذ عسرين عاماً.........

الغريب أنها إحترقت ليلة ذلك المساء بسبب إنفجار إستهدافي، وهنا الإنفجارات المباغتة لا تعلم من أين ومتي تأتي لك؟!
لم أسأل حالي هل نجا أحد؟ كان واضحا إذا كانت السيارة أصبحت هكذا فكيف يكون البشر....

كالعادة لهذا نحنُ نكره/ نخاف ِممنْ حولنا، ونشك فيما بيننا، ولهذا يَموتُ بعضنا أيضاً!!
****
****
ما بين المغرب والعشاء كانت ذاهبة لبيتها وراكضة لأن الطلام حلّ ومقديشو وبعض الأحياء خاصة يجب أن تكفيك 12 ساعة لترتب أمورك خارجاً وتدخل البيت باكراً، هي لم تتطور بعد من أن تمنحك هذه الساعات فقط منذ عشرين عاما في حين أن العالم يعيش كل وقته الأربعة والعشرين.

لم تبلغ البيت بعد هاهي تمشي لكن شاب في العشرينات أمامها ويوقفها، لن تتوقف لكنه يهددها بمسدس، يسألها أسئلة غريبة "ماذا عندك، يا الله جميل ما تلبسينه وتحملين أشياء غالية أيضاً، هل أنت تعملين مع الحكومة المرتدة، يمكنني أن أقتلك لأني أعرف كيف أقتل ببساطة، هات ما عندك.. ووووو".

أعطته كل ما تحمل وتركها تذهب في طريقها لكن الذي لم تفهمه أهو لص أم سياسي أم أن اللصوص ثمة عدوي التسييس أنتشرت في تفاصيل حياتهم؟!!

لهذا نحنُ ننسي أن لنا إنسانية، ولهذا يؤلمنا رأسنا من كثرة المصطلحات المعقدة، ولهذا يَموتُ بعضنا أيضاً!!


الثلاثاء، 13 مايو 2014

أمي هي ربيعي!!



إشتقت لها وليس هناك دواء إلا أن أراها..
إشتقت لها ومن يتغلب على الشوق يغلب كل الأشياء، لكن لا أستطيع...

هذه الليالي أصبحت معلم نبيل لي وأعطتني درساً بأن "الأم الأم" هي كل ما أملكه وبأنها الربيع في حياتي..
سافرَت قبل أسبوع لبادية بعيدة..

في المساءات لا الأوقات تحلو دون أن أنام بصوتها، وفي الصباحات أصحو بكلماتها ووصاياها "في البيت لا تفعلي كذا وأفعلي هذا.." أصحو بصوتها قبل ما أسمع صوت العصافير ، هي بعيدة إلا أنها ترسم كلّ ضحكاتي.

هاتفتني هذا الصباح لتبشرني بعودتها وأنها بدأت سفرها من هناك.. بشرتني بأنها قادمة..
حينها شعرت كأن الربيع جاء إلى وطن عينيّ وكأن الضوء رجع إلى يدي بعدما تخلي عني في الطريق!!

صدقاً ألستِ تعيشين بسعادة أكبر هذا الصباح؟ ألستِ أفضل؟!

الثلاثاء، 6 مايو 2014

رحلة الى شاطئ ليذو الساحر..


جميل هو هدير الأمواج عندما يعانق فرحتنا


كانت فرحتي وسعادتي لا توصف عندما وافق أصدقائي أخيراً على الذهاب إلى الشاطئ ....
ذلك المساء من فبراير الماضي كانت نقطة انطلاقنا من حي Wadajirوأستأجرنا سيارة خاصة متجهين نحو شاطئ "ليدو" الشهير بشمالي العاصمة، واصلنا مسيرتنا نحوالهدف المنشود حيث كان الطريقإليه مدمراً بسبب المعارك الأخيرةولكن الفرحة أزاحت كل العوائق،وأخيرا وصلنا وقد أطلقت لكاميرتي العنان في تصوير ذلك الشاطئ الجميل ووجوه أبناء العاصمة الذين حرموا سنين  طوالاً من التمتع بأوقات هادئة في هذا المكان.
شاطئ "ليدو" الذي كان 

الاثنين، 5 مايو 2014

في رحاب الجمال البدوي..




حياة وحب وأمل وذكريات باقية!



ما من نجمة تلمع في السماء.. فقط القمر يضيء من بعيد… كنت مع صديقة الطفولة حينها، فجأة تذكرنا ما كان مخبأ في كنوز مخيلتنا الطفولية.. ذاك النهر وهدير المياه، كنت أذكر كل تفصيل منه، لأنه كان المكان الوحيد الذي أزوره في طفولتي ولأن الذكريات القديمة تبقي حية أكثر من الذكريات المتأخرة، كان يخيل إلي أنني لطالما عشت النهار نفسه لسنوات وسنوات، دائما استيقظ بالشعور نفسه ودائما أردد الكلمات نفسها ودائما تراودني الاحلام نفسها!

الأحد، 4 مايو 2014

الانفجارات والحكايات المألوفة


لم تنته الحكاية..وكالعادة..سلسلة من الإنفجارات والإغتيالات المتفرقة تشكل في مجموعها ضربا على المرتدين كما تزعم الحركة المتأسلمة، وتشكل في نظر الشعب إبادة لهم.
اليوم، حتى البحر..

في الحب والحرب!


عندما نركض في أرضنا ونتعرف من الوجوه الكثير، نختار هذا أو ذاك ليكونوا رفقاء لنا في مسيرتنا، لكن أحيانا للقدر رأي آخر في إختيارنا ذاك
الساعة تشير إلى السابعة صباحاً والطلاب يستعدون للذهاب الى أماكنهم الدراسية، لكن ولسوء الحظ إنهم قليلون مقارنة بالشباب الذين لم يحظوا بفرصة للتعليم.. عموماً هؤلاء الطلاب يظهر منهم نشاط شريف وينتظرهم مستقبل واعد إن اجتهدوا أكثر وأكثر
كثيرون من عداهم كانوا يقضون أمسياتهم يدرسون علم القات والمخدرات وينامون في صباحاتهم..والأغرب من هذا كله أنهم يتفاخرون في تضييع وقتهم الثمين حين تسمع قول بعضهم “لم أرى نهاراً هذا الشهر كله
كانت حليمة

مقديشو صبيحة العيد


استقبلت مقديشو عيد الأضحى المبارك بمشاعر مختلفة، فالناس متشوقة للعيد وللبس الجديد وآخرين متشوقين لرؤية البعيد ولقائه. وقد أقيمت صلاة عيد الأضحى صباح اليوم في مساجد العاصمة وميادين مختلفة أعدتها الفصائل الصومالية المختلفة لإقامة صلاة العيد فيها و

في بداية محرّم!


مع حلول العام الهجري الجديد تتساقط أمطار استقباله بغزارة في بعض أحياء مقديشو
وهذه بعض قطرات المطر تدق نافذتي قطرة..قطرة..
 وعلى نافذة أمل تتساقط
 كم استمتع بأنغام المطر المغرية والمطربة للآذان..

الشّك كافر!


في بالي الكثير من الحكايا عن مقديشو التي بدأ عمري فيها،  حكايات الطفولة والحروب وحكايات الإنفجارات مثل الإنفجار الذي وقع في مثل اليوم من أكتوبر في الموعد الآخر لإعدام الطلاب.
هذه المدينة بارعة في إثارة الإزعاج في جوانبي، كما  تثير فيّ كل ماهو جميل وكل ماهو ممل ومؤلم أيضا، وأنت تمشي في شوارعها المتهالكة وأحيائها المدمرة المليئة بالمفاجآت، أقصد ذلك النوع من المفاجآت لا تريدها بالفعل مثل أن يصوب أحدهم البندقية نحوك ويهددك بالقتل أو يقتلك من أجل أنه شك فيك.
أن تخاف من السيارات بأجمعها بما فيها السيارة التي أنت راكبها والشخص الذي يجلس إلى جانبك إذ يمكن أن تنفجر في أي لحظة وبالتأكيد ربما تكون أنت من سيغادر المسرح عما قليل..!
أن تشك بالناس التي تمر حواليك ربما فيهم من يريد أن يفجر نفسه ويصبح شهيدا ومن ثم يدخل الجنة بسببك..!
أن تقلق من الجنود الذين يمرّون بك ذهاباً وإياباً لربما أحدهم يخطط أن يفعل شيئاً ويلقي قنبلة في سيارتهم وعندها يطلقون النار بطريقة عمياء ولربما تكون أنت واحد من بين القتلى أو الجرحى…!

رمضان مقديشو!


هي مقديشو مهما جري فيها لا يزال المقدشاويون ترتسم البسمة على محياهم الجميل ولا تزال تلك المدينة مثل القمر المضيء في نظرهم ورمضانهم فيها يطل ملونا برونق خاص لا يشبه أي مدينة أخري.
*الإحتفال بقدوم شهر رمضان، وتهنئة الناس بعضهم البعض، الإجتماع حول مائدة قد أعددناها بمهارة والإفطار معا، الذهاب إلى صلاة التراويح جماعات، شم رائحة السمبوسة والأطباق الرمضانية الشهية حين تسير في الطرق وأزقة الأحياء، كل هذا من مميزاتالشهر الفضيل في مقديشو
*رمضان ما أحلي لياليه في مقديشو، لأنه الشهر الحبيب، من الفجر نبدأ بصيامه وعندما تغيب الشمس وأفطر مع أخواتي نعمل
*ماتبقي

هذيان فتاة في مقديشو


في مقديشو1
كثيرا ما يوبخك الناس حين خطئك، ويضربك القوي حين خطئك، ويعتقلك الجندي حين خطئك، ويسجنك السجان حين خطئك، ويوبخك أبوك حين خطئك، وتتركك شريكتك حين خطئك، وينفيك المجتمع حين خطئك، وتطرد من العمل حين خطئك، وقلما يشكرك أحد حينما تصيب أو تفعل صالحا!

أطفال أم أبطال؟!


مازلنا في الصباح مع بدء الحرب وهموم الناس في ازدياد..يحاولون التأقلم مع مفردات الحياة الجديدة لكنهم لا يأمنون ما سيحدث..
كان الأطفال قد أتوا من المدرسة خائفين..يسألون الذي جرى..والأسئلة الأكثر قلقا حول ما الذي سيجري لنا ولماذا يقصفوننا؟
هي أسئلة ليس لك أن تلهيهم عنها إلا بابتداع القصص والحكايات البعيدة عما يدور..
ببساطة: لا يعرف التلاميد ما يفعلون..أيدرسون أم لا يدرسون؟
السبت المقبل

 الهواجس… صمت القلق


ذلك المساء كان الجو هادئا ومريحا..بفعل نسمة هواء عليلة تمر علينا.. لم يكن في حينا “ياقشيد” إلا القليل من الأهالي.. بعدما نزح الكل من طلقات رصاص، فارين من لعبة ليس لأحدهم دور في وضع قواعدها..وكانت الحركة التي أسمت نفسها بالشباب المجاهدين تستولي على المكان.
كنت أجلس أنا وبعض الشباب من أقربائي في فناء دارنا، نتبادل الأحاديث التافهة والهامة والعبثية، ونتضاحك من وقت لآخر، وما أن ننتهي الضحكات المصطنعة حتى تبدو معالم وجوهنا المحزنة بشدة، تلك الوجوه التي طالما كانت باسمة مشرقة..

طلابنا شعلة لا تنظفئ!


كان على الصباح أن يشرق وعلى الشمس أن تفرد أجنحتها على مقديشو ذلك الصباح من 3 ديسمبر2009 وما كادت السحب تنقشع جزئيا من سماء هذه المدينة عند 11:15 تماما حتى إهتز فندق شامو بوقع إنفجار غير مسبوق من حيث قوته وخسارته، سرعان ما أدرك المقدشاويون أنه وقع في حفلة تخرج لطلبة جامعة بنادر وأن سيارات الإسعاف بدأت تلعلع في ذلك المكان.

صديقي المجاهد 3


أخذ مزاج السماء يتبدل منذ الصباح الباكر، كان مغيما وباردا إنما لم تكن في البال أن هناك انفجارات قد تحدث ولكنها حدثت فعلا.. هاهم يموتون كالعادة دون أن يتاح لهم الوقت ليندموا على شيء أو ليودعوا أيا كان..
دائما ما كنت أواسي حالي بقولهم “خذ من كل شيء نصفه كي لا تحزن حزنا كاملا عند فقدانه” فالقليل من السعادة، القليل من الضحك، قطعة من القمر وقش من الأحلام، قد تنفعك لتعيش في مقديشو، ثم ما أدراك ماذا سيقع بعدها ولأن تلك المدينة مليئة بالمفاجآت..أقصد المفاجآت غير الجميلة فعلا..كموت رفيقك في انفجار، أو اغتيال أحد أقاربك أو ما شابه.. ربما هذا القليل وتلك الأنصاف تساعدك كي لا تدخل رهانات خاسرة مع حياتك في تلك المدينة...

صديقي المجاهد 2



-         ألو مرحبا. أنا صادق.. هل عرفتيني؟
 -  نعم صادق، إشتقت لحديثك هذه المساءات..أخبرني إين اختفيت؟
 -  ممممم سأخبرك أمرا مهما، أنا انضمممت لحركة الشباب وأجاهد في سبيل الله.
أختي أنا حاليا خارج المدينة، أدعوك أن تنضمي إلينا، والتدريب يشمل إيضا تدريب للفتيات المجاهدات!
 - كلا، لا أصدقك.. قل هذه مزحة أو أي شيء آخر
 - هذه هي الحقيقة أختي.

صديقي المجاهد


في ذات نهار وأنا احلم بأن يكون لي صديق جديد، أذكر ملامحه عند لقائنا الأول، في حينا الذي فر منه الكثير من الأهالي بسبب حروب أليمة لم يكن أحدنا يعرف قواعدها ولا حتى اسبابها، لم يبق غير القليل، في البيت أنا وخالتى وامي بقينا بسبب ظروف دراستي، كذلك بعض القطط تأكل عندنا،، وفي المساء أذهب الى بيت جارنا اقطف بعض الفواكه وكثير من الجوافة، سأعمل منه مشروبا لثلاثتنا يا خالة، صدقني.. وأدعوه قائلة: “أتذهب معى هذا المساء؟
خالتى زينب هي صديقتي أيضا، لا فارق في العمر بيننا وكنا ندرس نفس التّخصص. صار من كان بقي في الحي أقرب إلى بعضهم أكثر من السابق، ويشمل ذلك حتى القطط والحيوانات الأخرى،، كل الصباحات كنت أرى رجلاً طويل القامة، هادئ الحركات،

سويعات في أحضان أفجويا


باكراً جداً بدأنا التحرك في طريقنا الطويل تجاه المدينة الخضراء، في تلك اللحظات كنت متحمسة لأن تسرع بنا السيارة ونتجاوز أميالاً لنصل أفجويي.
في الطريق التقينا بشباب بزي العساكر حاملين البنادق يوجهونها أينما شاؤوا قلت بلاوعي:
"كم أكره تلك الآلة وكأنها تقول لي ليس ببالي بل لست على إستعداد أن أختفي من حياتك لوقت طويل أريحي رأسك "
وكان السائق يهدئ من روعي قائلاً بأنهم فقط يفتشون السيارات العامة، أو لعلهم يطلبون منهم مالاً!
زينب صديقتي تقول وعلى وجهها تعابيرُ إندهاش مررت هذا الطريق لمّا كان بيد حركة الشباب التي زعمت الجهاد واليوم ليسوا هنا، ألم يقل الله "وتلك الأيام نداولها بين الناس."

عن القرية التي تحبني وأحبها !


زينب صديقتي.. لا تقلقي سألتقط صورا كثيرة.. اعدك لا أترك أي مكان .. كنت اعدها بهذا وطول الطريق في حين سفرنا إلى تلك القرية التي أحبها وتحبني… كانت هذه الرحلة قبل سنتين…لكن كأنني هناك اليوم!
ينتهي خروجك من مقديشو بمعسكر كبير وجنود كثيرون يفتشون رجالا ونساء وأي شيء يحملونه… كنت لا احمل شيئا سوى حقيبة يد فيها الدفتر الذي ادون عليه ما ارى في الطريق وزجاجة عطر والكاميرا التي أهداني اياها أخي الكبير واعتبره صديق قريب.

رسالة إلى ركلة في المؤخرة



صديقي ركلة،،
لم تفارقني يوما تلك الأجساد التي تطايرت في أحد الإنفجارات..ولا مشاهد الأشلاء..ولا ملامح الإنسان المضاع في الدار.
لم أستطع أن أنسي ابن خالتي الذي كان معي صباحا في المدرسة وفي المساء مات في ذلك القصف
ذاك المسن الذي فقد ابنه في البحار..وتلك الشابة التي مات حبيبها ولم تستطع أن تودعه
وحتى الأم التي مات ابنها وهو راجع من المدرسة.
لم تفارق ذاكرتي كل قصة قبيحة.. عظيمة القبح والتي يرويها سكان هذه الأرض التي كأنها لا ترتوي من الدماء.

رسالة إلى فاطمة الزهراء أحمد



نقرأ كثيرا عن الأمل..عن الأشياء الجميلة..نسمع عنها..وأحيانا تأتينا إشارات توحي لنا بأن كل ما قرأناه وسمعناه عن الأمل..وعن الأشياء الجميلة..هو حقيقة تختبئ بين ركام الحياة..لكن ذلك لا يكفي يا صديقتي..يا فاطمة !
البشاعة التي نتعرض لها عظيمة..تفوق أي خيال..وقد تدفعنا دفعا مريرا لإعادة النظر في سرعة اندفاعنا نحو الأمل..لنتساءل: هل علينا أن نخفف من جرعاته التي نتعاطاها بنهم يسابق نهم البشاعة التي تقتات على أفئدتنا ؟
فاطمة..صديقتي الجميلة..التي تعرف كيف تنسج من الوجع حكايات يتبدى فيها جمال لا أنتبه لوجوده لولا حرفك الشفيف، أخبريني بربك ماذا يحدث لقلب أم أرسلت ابنها صباحا إلى مدرسته، بعد أن أفطر بشرائح “عنجيرو” شهية طبختها له..لتسمع في الظهر نبأ تطاير جسده الغضّ في انفجار لعين على قارعة طريق عودته إلى حضن أمه ؟ هي لن تجد سوى رأسه المهشمة..وبعض أطراف مقطعة..وربما فردة حذاء محروقة..وبقايا حقيبته المدرسية ! أي قصيدة أمل تداوي قلبها المكلوم يا فاطمة ؟