الأحد، 4 مايو 2014

عن القرية التي تحبني وأحبها !


زينب صديقتي.. لا تقلقي سألتقط صورا كثيرة.. اعدك لا أترك أي مكان .. كنت اعدها بهذا وطول الطريق في حين سفرنا إلى تلك القرية التي أحبها وتحبني… كانت هذه الرحلة قبل سنتين…لكن كأنني هناك اليوم!
ينتهي خروجك من مقديشو بمعسكر كبير وجنود كثيرون يفتشون رجالا ونساء وأي شيء يحملونه… كنت لا احمل شيئا سوى حقيبة يد فيها الدفتر الذي ادون عليه ما ارى في الطريق وزجاجة عطر والكاميرا التي أهداني اياها أخي الكبير واعتبره صديق قريب.
عند التفتيش سألتني الجندية بعدما رأت الكاميرا بحقيبتي ان كنت صحفية.. أخبرتها بأن لا علاقة لي بالصحافة بشيء.. “إذن احتفطي هذه بمكان آمن حتي لا يشك بك أحد ويؤذيك” نصيحة استفدت منها كثيرا.
خرجنا من المدينة.. لم استغرب حينما علق احد الركاب ساخرا ” أنتهت حدود بلد ودخلنا حدود بلد اخرى فلنحافط على قيمه وتقاليده” نعم فقد دخلنا المناطق التي تحكمها حركة الشباب… وبالصدفة رأيت على جانب الطريق خريطة للوطن مصنوعة من حديد وقد صدأت بشدة لم استغرب أيضا فكل شيء في الوطن صدأ وانتهت اناقته وانتهى جماله.


وصلنا القرية اخيرا مع اني زرتها مرة لكن هذه المرة كأنها ازدادت جمالا وروعة..ثمة ما يكون مختلفا حين يبتهج كل شيء حولك خضراء حبا… البيوت ملتصقة ببعضها والناس صباحا باكرا جدا يبدأ عملهم.. وبدأ عملي أيضا بالتقاط صور لكل ما رأيته… المزارع.. الابقار.. مسجد القرية.. الاطفال وهم يتعلمون القرآن.. البئر..غروب الشمس.
قد يكون الجو أكثر من رائع صباح ليلة ماطرة.. ذهبت بعيدا لأجلس بالأخير تحت شجرة كبيرة… شروق الشمس وتغريد العصافير وجمال الطبيعة كل هذا يجعلك صديقا وقريبا لروحك قبل أي شيء يجعلك تتأمل عظمة الله ويصغر كل شيء ويعيد ما عداه إلى حجمه الاصغر!
هاهي صديقة جديدة وسعيدة ايضا.. ابنة خالتي زهراء… كانت برفقتي إلى كل مكان… إلى تلك المزرعة والبئر وحتي القرية المجاورة….
 “هيا انه موسم الامطار سنذهب للنهر الصغير الذي نشرب منه” قالت زهراء بحماس!


بعض أهالي القرية لقبوني بالفتاة الحمراوية لكن صديقتي أنستني كل هذه الألقاب ومنحتني ضوءا في الليالي السمراء.. كل ليلة أنا وهي والفتيات الأخرى نجتمع في مكان ما نثرثر بعدها، “ذاك النجم قرب القمر اسمه كذا.. وهذا كذا"
ستبقي النجوم بعيدة للأبد.. لم أكن اريد ان اعرف اسماءها أحبها كما هي.. “لنمض قدما ولتحكي لي كل فتاة عن مغامراتها هنا وعن أغرب شيء مر بحياتها… ردت احداهن
 “لم ينتصف الليل بعد لكن وقت النوم حان.. هيا قومي سنخبرك الليلة القادمة"
الليل هناك صاخب ، نابض بالحياة، كان بالنسبة لي عالم مليء بالحكايات الجميلة والقصص الممتعة والمغامرات الغريبة… وهكذا تعودت كل ليلة حكاية!!
 مثل اللحظة التي يتشوق فيها الملك شهريار لمعرفة ما ستؤول إليه الحكاية وشهرزاد تتوقف عن الكلام بحجة طلوع الشمس وتبدأه الليلة التي تليها في قصص ألف ليلة وليلة.
تركت هناك ومر الكثير الكثير من الوقت.. لكن حكايات البنات وتعويدة لجدي وثمة أغنيات قديمة لم تفارق القلب حتي الآن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق