الأحد، 4 مايو 2014

أطفال أم أبطال؟!


مازلنا في الصباح مع بدء الحرب وهموم الناس في ازدياد..يحاولون التأقلم مع مفردات الحياة الجديدة لكنهم لا يأمنون ما سيحدث..
كان الأطفال قد أتوا من المدرسة خائفين..يسألون الذي جرى..والأسئلة الأكثر قلقا حول ما الذي سيجري لنا ولماذا يقصفوننا؟
هي أسئلة ليس لك أن تلهيهم عنها إلا بابتداع القصص والحكايات البعيدة عما يدور..
ببساطة: لا يعرف التلاميد ما يفعلون..أيدرسون أم لا يدرسون؟
السبت المقبل
أول امتحانات نصف السنة الدراسية..وهم سرعان مايشدونك بسؤال مفاجئ: “هل سنذهب للمدرسة بكرة؟..”
وبكرة يوم آخر..لا أحد يسمع فيه جوابا..
يتمنون أن لا تعقد الامتحانات في مثل هذه الطروف..ثم يعلق أحدهم: "فليحاسبونا على أعمالنا الشهرية فقط..أو يؤجلوا الامتحانات"
ثمة بعض الجيران الذين انتقلوا من بيوتهم آملا بأن لا يسمع أطفالهم الأصوات العالية للرصاص..التي توقظهم من نومهم مذعورين..
لم يعد بإمكاننا أن نعد أطفالنا بأن الغد سيكون أفضل من اليوم والأمس..ولعله يكون كذلك..من يعرف؟!
توقف الأطفال عن السؤال متي ستنتهي الحرب..ومتى يستطيعون عيش حياتهم الطبيعية مثل بقية أطفال العالم؟ كما توقفوا أيضا عن البكاء عند سماع الإنفجارات..كأنهم فقدوا الإحساس، وعندما هدأت الأوضاع جاء أخي الصغير ليهمس في أذني: “هل ستبدأ الحرب ثانية؟” سؤال أردت أنا أيضا أن أسمع جوابا له!
هؤلاء المقاتلون علمونا كيفية الكره بشدة، كما علمونا معنى الخوف الحقيقي، مما جعل أخي الصغير يصرخ ردا عليهم إذا ما بدأت الحرب ثانية قائلا: "سأركض إلى أول مكان يدخله المقاتلون حتى أقتل..فلا أضطر لمعايشة لحطات الخوف والرعب التي عايشتها في الحروب السابقة"
تمنيت بداخلي لو أني أملك من الجرأة ما يملكه أخي لآخد نفس القرار لإنهاء مجرد إمكانية المرور بحرب أخرى.
أفضل شيء أن ننام
كان هذا اقتراحا ينقذ الجميع من ورطة الحيرة، وذهب الأطفال إلى غرفتهم، وجلست أنا أحاول أن أقرأ شيئا..جلست أقلب صفحات الكتب..أتذكر أني أريد أن أقرأ هذا الكتاب أو ذاك..والذاكرة لا تخونني فحسب..بل تصر أن تقف على النافذة..تحدّق في العتمة..كانت تبحث عما سيلحق من أحداث..وصوت القصف أيقط مجددا أخي الصغير..عندها لم يكن من الممكن تلهيته بلعبة القصص الوهمية..إذ أنه يرى اللهب المتصاعد من منازل الجيران..
كلنا خائفون..لم يكن أخي وحده خائفا.
كانت منطقة ياقشيد بأيد المقاتلين “الإسلاميين” حينذاك..والأغرب ما قاله أحد أمرائهم: “لن نستسلم، حتي لو أبادونا !”

من تحدث عن الإستسلام؟ وماذا عن الإبادة؟ على الأقل..الكثيرون مثل أخي يريدون أن يعيشوا..لا أن تتم إبادتهم..فلربما صلحت بهم الحياة لمستقبل أفضل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق