الاثنين، 16 فبراير 2015

صباح مقديشو



البارحة ومن نومي أيقطني صوت جبار، نهضت عن السرير بعيون نصف نائمة وفتحت 

النافذة، رأيت تجمعاً كبيراً لأهالي الحي وأمي أيضا جالسة هناك معهم خرجت مسرعة 

لأري الحدث السبب أن بنت جارتنا الصغيرة/الجميلة ضاعت ولم تعد للبيت منذ وقت 

والكل كان يواسي الأم ويساعدها حتي لاقوها.. 


علمتُ حينها أن المأساة تُطهر أفضل ما في المرء كما تُطهر أسوأ ما عنده، أخيراً تفرق 

الجميع وعم السكون خارجاً وأختفت الحركة لكن أصواتهم لا تخفت أبداً في ذاكرتي. 



في الصباح لم أستطع أن أصحو باكراً كالعادة، ركضت إلى الباص ممسكة يداً بحقيبتي 

الكبيرة وفي يدي اليسري الهاتف أخبر السائق أني إقتربتُ جداً إلى المحطة كي 

ينتظرني، ركبتُ المقعد الأول ومر أكثر من عام وأنا أجلس المكان نفسه وأنظر إلى 

مقديشو المدينة وكأنها جديدة عليّ كل حين، أنظر إلى شوارعها المزدحمة بالمرور 

صباحاً ووقت المساء.. أنظر إلى البقالات جانب الطرق وإلى حركة الناس أحياناً.. ألتقط 

لها بعض الصور كهذا الصباح مثلاً..

فجأة إنتبهت بصوت قوي لأحد الركاب كان يتحدث عن السياسة ويتجادل مع آخرين 

نسيتُ أن أخبركم بأن هذا يحدث كل صباح، الطريف أن لغتي في السياسة إزدادت ثراء 

هذه الأيام تعلمت ألفاطاً جديدة وسمعت قصصاً غريبة، تردَدت في مسامعي كلمة 

"موشن" مثلا، وخلاف الرئيس ورئيس الوزراء وقبول البرلمان للوزراء الجدد من 

أشهر القصص التي تروي في الباص، أحياناً أشعر أنهم سيتقاتلون حقاً إن لم يصل ا

لباص مكان العمل لوقت أقرب وحيناً أخري أقول لبيني وبيني بأنه سينتهي هذا الكابوس 

يوماً لامحالة.

في المساء أعود بقليلٍ من الأمل وقليلٍ من النور أغني أناشيد الحب في لحظتها بينما 

يبتسم لي القمر من بعيد، أنتظر صوت ذاك الرفيق الجميل ذا الوجه البشوش.