الأحد، 4 مايو 2014

صديقي المجاهد


في ذات نهار وأنا احلم بأن يكون لي صديق جديد، أذكر ملامحه عند لقائنا الأول، في حينا الذي فر منه الكثير من الأهالي بسبب حروب أليمة لم يكن أحدنا يعرف قواعدها ولا حتى اسبابها، لم يبق غير القليل، في البيت أنا وخالتى وامي بقينا بسبب ظروف دراستي، كذلك بعض القطط تأكل عندنا،، وفي المساء أذهب الى بيت جارنا اقطف بعض الفواكه وكثير من الجوافة، سأعمل منه مشروبا لثلاثتنا يا خالة، صدقني.. وأدعوه قائلة: “أتذهب معى هذا المساء؟
خالتى زينب هي صديقتي أيضا، لا فارق في العمر بيننا وكنا ندرس نفس التّخصص. صار من كان بقي في الحي أقرب إلى بعضهم أكثر من السابق، ويشمل ذلك حتى القطط والحيوانات الأخرى،، كل الصباحات كنت أرى رجلاً طويل القامة، هادئ الحركات،
بشوش الوجه يطعم القطط والطيور ويفعل هذا لوجه الله، وحين أنظر اليه من النافذة كلّ  صباح، أجدني أدعو الله له …لأن الرب رحيم.
ذلك الشاب يمر أمام بيتنا يومياً، وتعرفنا على بعضنا بسبب الحرب، كنت أعيش بتفاصيل ساخرة ومربكة تلك الأيام، أعجبتني ضحكته الراسخة، ملامح الوسامة في وجهه الوضيء، “صادق” اسمه وتبادلنا الأرقام، كان حديثنا طويلاً ذلك المساء، تحدثنا عن اشياء كثيرة، وطبعاً عن السياسة والجماعات الدينية في الوطن.
عن مقديشو المدينة تلك التى تقع تحت تعويدة الموت وسخرية الحياة في آن تكثر فيها الأزهار لكنها كثيرة الأشواك، كاملة الحزن وجمالها أليم، كلما حاولت أن أفهمها تضاءل فهمي لها، بالطبع أيامي هنا بهيجة، تمنحني بداية جديدة، ترفقت بي ومنحتني كثيرا من البسمات علمتني كيف أكون قويه كلما هبت اعاصير الحب أو الحرب، باختصار أنا تلك الروح التى تعيش في عاصمة الجحيم وتعرف كيف تستمر في العزف باعتدال بين زخات المطر وإزيز الرّصاص.
عادت المياه الى مجاريها وعاد الناس إلى بيوتهم، واشتقت لحديث صادق في الرابعة مساءاً كل يوم، مع أنه اختفى أياماً إلا أنه هاتفني في الأخير……

وللقصة بقية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق