الخميس، 11 ديسمبر 2014
عن الحب الذي لا يفني للأرض!!!
- الأصدقاء يموتون دائماً في منتصف الطريق يخبروننا جراحاتنا وحكاياتنا الصغيرة التي خبأناها في مكان ما، لا أتحدث عنك، أثرثر عن الأصدقاء عندما كانوا ضياءً ينثرون أغاني الحياة حولنا.
قد يكون الجو أكثر من رائع صباح ليلة ماطرة.. حليمة وصديقها ذهبا بعيداً ليمشيا أميالاً بين المزارع وبدأ هو الحديث:
الخميس، 27 نوفمبر 2014
الشمس تغرب لكن غداً تشرق من جديد!!
إنه ذاك الأمل الذي عشنا به في مدينة مقديشو مثلما الشمس تغرب وترى
حمرها الداكن لكن تشرق نفسها من جديد غداً.
هذه الكلمات لصديقتي زهراء والتي كانت من المتحدثين أمس في برنامج TEDxMogadishu.
هذا البرنامج يهتم بالحديث عن الإيجابية والأمل الذي تعيشه مقديشو
الآن بعد سنوات من الحروب والدمار.
عن نفسي عندما أتحدث عن الأمل أراه كثيراً في أيامي القديمة فمثلاً لم
أنسي ذاك الليل حين إستيقظتُ من نومي بضجيج رصاص قوية والشيء الوحيد الذي تذكرت أن
أفعله عندما هدأت الأمور كان جلوسي خارجاً لأشم الهواء المريح وأتأمل النجوم
المضيئة، وفي الصباح باكراً ذهبت إلى السوق ورأيت إمرأة تبيع الخضار جانب الطريق،
رفعت رأسها وفي وجهها إبتسامة مشرقة وكأنها تقول الأمر ليس بهذا السوء وليس بهذه
الصعوبة، ساستمر رغم كل شيء ورغم كل ما حدث البارحة.
ليست ليلة واحدة بل كان هناك الكثير من الليالي التي كنت أسمع فيها
الرصاص وفي الصباح أيضاً كنت أسمع صوت ذاك العجوز بائع الخبز "من يشتري خبزا،
فطور جاهز من يشتريه مني" ويتجول في حينا بدون ملل، كان هو يجعل مشهد الشروق
جميلاً في عيني ويدفعني لمزيد من الحياة رغم زخات الرصاص في الليالي.
لم أستطع أن أنسي عندما كنت أتجهز لدخول إمتحان التخرج من المدرسة الثانوية
وبدأ ذاك اليوم قتال شديد إستمر لعدة أسابيع، هرب الجميع من المدينة وهربت أنا
أيضاً وأخذتُ معي كل الكتب، كان الجميع يندهش كل ما يرى ويسألني أنت الآن تنزحين
لمكان بعيد فإلى أين ستذهبين مع كتبك؟
لم أكن أبالى وكان همي الوحيد أن أتخرج وأدخل الجامعة، تعودت أن أستيقظ
كل الصباحات بأمل جديد بأمنية وحيدة جعلتني أذاكر جيداً كأن كل الأمور كما هي أو
كأني أدخل الأمتحان غداً.
إنه ذاك الأمل الذي عشنا به في مدينة مقديشو مثلما الشمس تغرب وترى
حمرها الداكن لكن غدا تشرق نفسها من جديد.
قبل سنوات لم يكن الأمر كما الآن فقد تعودنا أن تبدأ المعركة في أية
لحظة داخل المدينة بين قبيلتين أو بين جهتين أو لأي سبب كان أو لأتفه الأسباب
أيضا، دائما أشكر الله أني أعيش هذه اللحظات الهادئة قليلاً في مقديشو وعندما أسمع
إنفجاراً ما أو رصاصة أقول لنفسي قد عشت أكثر من هذا وإنها الحقيقة.
بدأ الناس أن يفهمو معني المرح حيث يمكن أن لا ترى مكاناً لقدميك في
شاطئ ليدو يوم الجمعة لكثرة زوارها، قد تستطيع أن تقرأ من وجوههم أنهم الآن
إستوعبوا المعني وبدأو أيضا أن يبنوا المدينة ويبنوا فنادق كثيرة.
هذا الصباح مثلاً عندما كنت ذاهبة إلى العمل رأيت إسماً لفندق جديد وقلت
بمرح للسائق الآن أصبحت مقديشو كلها فنادق وأجاب بإبتسامة عظيم وهذا أحسن لنا
وللمدينة حقا.
أتمني أن يستمر هذا الوضع الأجمل من السابق وأتمني أن لا نعود إلى ذاك
الماضي الكئيب الذي كلما تذكرته لا أصدق أنني أنا التي عاشت تلك الأيام.
إستمتعوا بصور للصديقة زهراء قرني......
الخميس، 6 نوفمبر 2014
طريق اللاعودة
البارحة كان يتأمل النجوم وبعدها سمع صوت رصاصاتٍ متتالية وأخرى كبيرة، ولفرط ما سمعها كلّ يوم لا يخفت صوتها أبداً في ذاكرته، تذهب وتأتي مع الهواء الثقيل، يغني ويقول لنفسه بأن الصوت ينعس لكنه لا ينام أبداً.
لعن تلك الرصاصة في سره، كان يدرك تماماً أنهم سيفعلون ذلك كلّ ليلة وأنه ليس بوسعه أن يلعنهم هم، في الحقيقة كان يفكر بأن يدعو لهم بالهداية.
عادت به الذكريات إلى الوراء قبل أن يسقط حكم النظام "سياد بري" بأيدى الثائرين، كان لم يبلغ العاشرة من عمره حين سمع " ارحل يا سياد أيها الذئب ارحل من حمر" وحمر هو الاسم الآخر لمقديشو العاصمة.
الجميع كان يردد "ارحل ارحل "وكأنّ المدينة ستتحول إلى جنة عقب رحيله أو كأن الملائكة ستزورها من السماء، هو أيضاً كان ممتلئًآ بالحكايات التي لم تحدث بعد، تخيلَ كلّ الأشياء الجميلة، المدرسة الجديدة التي سيدخلها، البيت الجديد الذى سيسكنونه بعد انتهاء الثورة، وحتى القطرة الأولى من مطر الصباح والشجر الذى سيكون أمام البيت.
وما الجدوى من ثورة تقودها الحركات المسلحة والتي لم ترسم أي خطة لحكم البلاد بل بدأوا القتال جميعهم ضد جميعهم؟، قتال لم ننتهي منه حتى الآن، وهكذا بدأنا المشي في طريق اللاعودة وبعدها تعالت أجراس الندم من الجميع.
وهو من بعدها لم تبدّد عتمة روحه أنوار المصباح الذى يكون بجانبه كلّ ليلة، ولا حتى ضياء البدر الذى يأتي من السماوات. من بعدها لم يستطع أن يلاحق أحلامه، ومن بعدها لم يحب البدايات المعلقة التي لا تنتهي أبداً والتي تكون بداياتٍ يلهث الجميع وراءها وفي الواقع لن تكون سوى بداية خيبة كبرى للوطن، بدايات جنون وبدايات أشياء لم يتوقّع أنها يوماً ستبدأ.
كان حلمه أن يكون صحفياً لكن ليس صعباً أن تصبح ذلك بل الأصعب أن تحمل هذا الاسم لوقت طويل، والذي تأتيه رسائل ومكالمات تهديد بقتله كلّ يوم، هناك من تعوّد قتل الصحفيين وليس من البعيد أن يجيء دوره إذاً.
يموت مرات قبل أن يموت في النهاية، وكلما خرج يمشي بحذر وسط الناس، عاد من طريقٍ غير الذي ذهب منه. يشيح بعينيه عن كلّ هذا التعب الذي يجلده، يركض في الطّريق الطّويل ويتوقف كلّ ساعة وينظر حواليه، هذه المدينة تغتال جزءًا منه كلّ يوم وهو لا يملك سوى الابتسام، يوقد الروح بالحكايا وضحك صديقه الذي يحمل معه اسم الصحفيّ.
ذات يوم كانا يمشيان معاً ويتحدثان لكن رائحة الموت قريبة منهما، فجأة رأى جسد صديقه يرتطم بالأرض وسمع بعدها شهقة موته، إذ أصابه أحدهم برصاصتين في رأسه.
من يدري ربما كان يريد أن تصيبه إحدى الرصاصات إلا أنه نجا، وما زالت كوابيس تلك الحادثة تراوده إذ ليس من السهل أن يمحو من قلبه من تعود وجوده في كلّ الأشياء حوله وينسى الألم العميق ذلك أنه لن يراه بعد الآن.
في وطنه ذاك، عرف أن الوطن ليس أرضاً وسماءً فقط بل هو شيءٌ آخر جميل، هو أن يعيش باستقرار وحريّة وحب وكرامة تحت سمائه، هو أن لا يموت مراتٍ من الخوف قبل أن يقتلوه ظلماً فيه.
الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014
صور من مقديشو!!
- البارحة لم أستطع النوم لوقتٍ طويل، جلستُ خارجاً وكنتُ غارقة في الذكريات..الجو أصبح يبرد وبردت أنا أيضا، ذهبت للسرير وطاردني الأرق..
أختي تقول بأني صحوتُ باكراً هذا الصباح لكن هناك ثمة حقيقة واحدة بأني لمأنم..خرجت مبكراً إلى محظة الباص ولم أركض كعادتي عندما أذهب للعمل.
في الباص أحدهم يقول:مقديشو، المدينة البائسة عندما تنظر من هذا الطريق جميلة...
بدأت أنا أصور بموبايلي وقلت:معك حق، وكأنه لا توجد حكاية ذات نهاية سيئة أبداً.
الأربعاء، 15 أكتوبر 2014
إحتفال أم إختناق...!!!!
الآن الساعة التاسعة ليلاً وعدد من الجنود يفتشون المنازل وهم حاملين
البنادق، لا أستريح لرؤية تلك الآلة لكن كأنها تقول لي ليس ببالي بل لست على
إستعداد أن أختفي من حياتك لوقت طويل، أريحي نفسك.. يا إله السماواات.
دعوني أبدأ هذه الدراما من البداية وأرجع قليلاً إلى الوراء..
هذا المساء خرجت الخامسة من
العمل، كالعادة الباص يمر في الشارع وعند قربنا من الحي تفاجأنا بجنود متفرقين ،
قلت لنفسي بأن خطأً ما هنا اليوم لكن لم أعرف، الطريف أني تفاجأت أيضا بتنصيب العلَم
الصومالي بجانب الطريق وأيضا كل المحلات والدكاكين والبقالات هناك.
أحدهم في الباص علق قائلاً
- اليوم هنا إحتفال.
جاوبته:
- نعم أستطيع أن أرى ذلك إذ لا تنقصنا الأعلام والجنود لكن ما
المناسبة؟
- إنه 12 من أكتوبر بمناسبة تنصيب العلم الصومالي لأول مرة،
تنفست بعمق وقلت بصوت مسموع
"أعلم في السابق أنهم إحتفلوا بشكل يليق بك يا وطن، ومتأسفة الآن فلم نعد نحفط أيامك المجيدة".
مكان الإنفجار |
وصلت المنزل بسلام، وفي الليل سمعنا عدة أنفجارات قريبة وأخرى بعيدة.. منهم
من سبب خسائر كبيرة في الأرواح.
فتحت أنا الباب لأنظر مالذي يجري،
الرجال الذين خرجوا من المسجد وكل من يمشي في الطريق يسرع في المشي ويذهب إلى بيته
إلا إمرأة هناك كالعادة تبيع الحليب أمام بيتنا، تقول بصوت حنون
" لا استطيع أن أترك هنا
سأبيع ولن يحصل لي إلا ما قدره الله".
أخي يأتي من المسجد ويوبخني لأني فتحت الباب وواقفة خارجاً..
قبل أن ندخل كانت المفاجأة الكبرى لهذه الليلة أن وصل عدد من الجنود وبدأو
بتفتيش البيوت علّ أحداً من حركة الشباب الذي هجمهم بإنفجار فر داخل الحيّ..
هاهم ثلاثة تمشي نحونا وآخرون يتجهون لبيوت الجيران، أخرجوا جميع الشباب
وبدأو بالتهديد.. ليس فقط هكذا بل أطلقوا النيران بطريقة عشوائية..
بدأت أختنق برائحة البارود، خفت حينها وطننت أنهم يقتلون أحداً ما
بالتأكيد...
بعض الأمهات كنّ يصرخن بالجنود ويؤكدن براءة أبنائهن من تهمة الإنفجار، أما
أمي فكانت تدعو الله بشدة وتقول لي إقرأ القرءان وخاصة سورة "يس".
بعد ساعات عشناها بفزع ذهبوا وحينها شعر الجميع كأن حجراً ما وثقيلاً أزيح
من صدورهم.
المضحك أني كنت أسمع أغاني وموسيقي بصوت عال، إذن الآن بدأت الحفلة بيوم
العلَم في فندق قريب منا، الرئيس أيضا موجود...
جلست في الفناء والقمر طهر ومنحني أبتسامة حلوة، في الواقع كان الشيء
الجميل الوحيد هذه الليلة.
الجو هادئ جداً إلا من صوت الأغاني والخطب التي تلقي في الحفلة، وأيضا
الهتافات:
يحيا الرئيس، يحيا العلم ويحيا
الوطن.
بالنسبة لي كان الأمر مزعجاً بحق ولم أتمني أن تأتي هذه الليلة كي لا أعيش كل هذا الخوف.
الآن يتحدثون عن تاريخ الصومال وكيف رحل الإستعمار، يتحثون عن مجد
الأجداد...
الجميع يردد أغنية العلم..
Qolobaa calankeed,
waa ceynoo,
Innaga keenu waa,
Cirkoo kale ee,
Oon caadna lahayn,
Ee caashaqaye.
والتي تكون بالترحمة العربية
"لكل أمة لها علم، وعلم أمتي مثل الأزرق السماوي
التي لا سحاب فيها، وأنا أعشقه"
******
يا لها من دعابة، بدأتُ أنا أيضا بترديد النشيد معهم وبالأخير ذهبتُ
إلى السرير.
الخميس، 9 أكتوبر 2014
العيد!!
منذ أيام وأنا أعيش فرحاً غامراً وقلبي
يغني بمناسبة العيد..
*****
باكراً جداً صحوت صباح السبت على صوت التكبيرات،
سلمان أخي الصغير اضطرني خلال هذه الساعات على خوض تدريب شاق على الأمومة ونجحت في إقناعه بالذهاب لصلاة العيد
أخيراً.
في الطريق اجتمع الأطفال يتبادلون تهاني
العيد ويتباهون بالألعاب والملابس الجديدة.
شيء ما بداخلي غفر للأشرار والشياطين الذين
أتعبونا في هذه المدينة..
شيء ما جعلني أنظر لها بعين آخر هذا اليوم..
شيء ما جعلني أعتقد أن هؤلاء الأطفال لا تنقصهم
الأغنيات وعندهم الكثير الكثير من أناشيد الحياة والحب..
جئت إلى البيت تاركة كل شيء إلا قليلاً من
الأمل.
الأصدقاء من الصغار والكبار زارونا، وسلمان
بدأ بمشاغباته وضحكه مع الأطفال، أحياناً نشاطه الزائد ينهكني وسأرتاح قليلاً من
لعب دور الأمومة اليوم.
*****
سابقا كنت أبحث عن الجمال في داخلي ويفزعني
الفراغ، كنت أتسائل هل أنا مفلسة حقا؟!
الطريف أني كنت بوجه غير الذي أحمله الآن، كنت
أتذمر من هذه المدينة التي حالت بيني وبين
أحلامي، لا أعرف مالذي حدث لكن ذات صبيحة قررت أن أكتشف وجهها الآخر،
بالمناسبة أستطيع القول بأن مقديشو منحتني كل البسمات في حياتي .
أدركت فجأة بأني بت شحصاً يؤمن بالأشياء
الجميلة..
من الأشياء الجميلة أن القمر يبتسم لي من
هناك ومن بعيد..
وأني إلتقيت بصديق جميل وبرفقته تبدو
الأمسيات رائعة..وتضاءلت كل أحزاني، وأوجاعي لم تعد تعني شيئاً.. والأهم أني لم
أفقد الأمل بعد في الوطن، ولم أتخلي عن أحلامي..
من الأشياء الجميلة أني توقفت عن انتظارك.
*****
منذ حزيران وأنا أسأل الله وأترجاه أن
ينسيني دروس حبك،
أتذكر خلال أيام شهرالحج المباركة أني صحوت في
منتصف الليل وصليت، ولم أعرف ماذا أسأل
الله كي يعطيني، فقط شكرته على رحمته بي وترفقه وتقبله لدعواتي... نسيت أن أخبرك
أن الله أخذني لطريق بعيد عنك.
*****
ميمونة صديقتي سافرت قبل وقت، كنت أراها في
كل لحظة تترك البهجة ورائها وتحتضن الحياة بذراعين مفتوحة قالت لي يوما
" لا تنتظري الكثير من أحد ولا تتوقفي عن
سعادتك من أجل أحد، ابتسمي دائما"
أشتاقها هي أيضا.
*****
هذا المساء تأتيني زينب لتحتفل معي بالعيد،
رافقتني بروحها الطيبة منذ أعوام، تحدثنا كثيراً ولم ننتبه للوقت كعادتنا.
*****
أنا المسرفة الآن في إنتقاء اللحظات
الجميلة في مقديشو وأنا من طنت يوماً بأني لم أعد أصلح لأن أكون جزءاً منها.
الاثنين، 22 سبتمبر 2014
مقديشو!!
هذه الأيام أعيش تدريباً شاقا مع هذه المدينة.. أحتفل معها أحياناً، وحيناً تُتعبني،تعلمني الصبر منذ الصغر وإلى الآن لا أثق أني أمتلكه حتي بقدر ضئيل....
في الصباح أركض إلى المحطة، أظل أطارد الباص الذي يأخذني للعمل قبل أن يذهب، الجيران كرهوا عادتي تلك مع أني أحبها كلما كبرت عاماً...
في الطريق أجدني أتحمل ذاك الذي يحمل البندقية، يوقف الباص، يمطرنا بسيل من الكلمات العدائية ويلوح السلاح نحونا... أضطر أن أنزل ليسألني أين ذاهبون وماذا فاعلون وأركب..
كعادتي جالسة في المقعد الأماميّ، أصور المدينة بموبايلي..
كلّ صباح كهذا الصباح مثلاً... أنتظر أن يتغير لونها .. أن تصبح أحمراً أو أزرقاً أوحتي أخضراً، أنتظر أن يتجدد جمالها.. لكن الحقيقة الأكثر قهرا أنها كما هي..
تمر بي الشوارع وكل شارع يحكي لي حكاية، وحتي لا أتعب أكثر أشرب قهوتي بمتعة في الليل..
أقرر أن أجلس أمام البيت.. ليعطيني ذاك الشاب إبتسامة مشرقة، وأنسي أنا تعب النهار.
الخميس، 28 أغسطس 2014
هدية للحب!!
أهدي هذه القصة للحب لأنه
المذكر الوحيد الجميل في مدائن وطني...
ولأنه الوحيد الذي لا يموت في بلد تموت فيه كلّ الأشياء...
ولأنه السعادة ولأنه السلام
لن نمل من ذكره وقصص المحبيين.
******
أشعر أن الجو مختلفا معك.. المطر ينزل وأنت هنا أمامي أراك كالسماوات،
كان من الممكن أن تطول الأيام الجميلة، لكن الغيمة كانت أقسي وكان علينا أن نترك
المكان ونفترق!!
كانت زينب تهذي بهذه الكلمات وصديقتها تسمع كل ما تحكي وفجأة نظرت
إليها لتكمل:
" وأنت الصديقة التي تسندني في الطرقات الخانقة ، أحاكيها
وأحدثها عن أسراري الخائبة، أنت الريح التي تمسح الحزن عن وجهي"
- ما معني الصداقة إذا لم أكن بجانبك وقت الأزمات، سأنام الآن لأني
أشعر ببعض البرد.
ردت الصديقة وهي تنهض.
كانت تفكر بحديث زينب في طريقها إلى السرير وأخيراً قالت بصوت غير
مسموع
" إنه التنهيد من الداخل
وبكاء الروح في المساء".
بعد أسبوع، وفي أحد الصباحات إستيقطت زينب بإبتسامة جميلة
- صباح الخير ماما، ما أروع الحديث صباح ليلة ماطرة، يمكن أن يكون هذا
الصباح ماطرٌ أيضا.
كانت تقول لأمها عندما ملأت سلتها بالهواء وتذهب للعمل، خرجت راكضة
لتتوقف محظة الباص، ركبت مسرعة وجلست جوار النافدة.
كانت تستمتع بمطر لم ينزل بعد وتتخيل أول قطراته وفي الوقت نفسه تنظر
إلى المدينة، الناس مسرعين مثلها يركبون وينزلون... السيارات تزدحم في الطريق...
الدكاكين الصغيرة مفتوحة جنب بعضها في الشارع.
وصلت المكان وأول ما دخلتْ سلمت على صديقتها ولكنها فاجأتها بقولها:
- اليوم إبتسامتك تبشرني بأن
شيئاً ما، وجميلاً حدث معك.....
- بالتأكيد، سنتحدث بالتفصيل بعد العمل.
ردت زينب.
الرابعة مساءً أخبرت صديقتها بأنها إجتمعت مع حبيبها ثانية وتصالحا...
وردت الصديقة بمرح
"كنت أعرف أن كلاكما لا يستطيع العيش دون الآخر".
كانت خطة الأصدقاء أن يذهبوا في رحلة إلى أفجويا ويستمتعوا بجمال
الخضراء والطبيعة وصل الجميع.
ذلك الصباج كانت إبتسامة زينب وحبيبها مشرقة وعندما إلتقت عيناهما
شعرا بخفق قلبيهما كما بات المكان عطراً، وأنهالت البركات من السماوات...
كانا يتمنيان أن لا تنتهي تلك
اللحظات أبدا.
كلّ شيء حولهما كان أخضراً ،
المدينة بأكملها، الصباح والمساء، الطرقات، الحدائق، وحتي الخيوط التي تربط
قميصيهما..
كانا يجريان وحدهما والنهر يجري معهما...
ذلك النهار كان الأخضر يمثل لون حبهما والنسيم العابر يغني قصة حبهما،
والأرض والسماء تصغيان لكل كلمة يقولانها لبعض....
لهذا كانت الأزهار تتفتح..
والنهر الذي يجري أسفلهما
سحريا..
لهذا السبب كان كل شيء يبدو
رائعاً.
كان الأصدقاء يتحدثون ويسألون بينهم عن تعريف الحب والكل يقول رأيه،
وبالأخير جاوبت صديقة زينب لتقول:
" الحب شيء موجود منذ
الأزل..
شيء يشعرك بأن الربيع حل داخل
قلبك،
شيء موجود وبقوة وفي كل مكان
عندما تلتقي أنفاس المحبين وينظران لبعضهما كما تلتقي هاتان العينان قرب النهر
الذي يجري في الأسفل".ِ
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)