الأحد، 18 مايو 2014

لهذا نحن..






كان الوقت عصراً عندما نزلت من الباص، في الطريق جمعني القدر مع رجل مُسن تحدثنا وأول ما سألني بعد السلام كانت قبيلتي ومن أي قبيلة أنا، ومع أن الله جعلنا قبائل لنتعارف إلا أني فهمت من كلامه أنه يستخدم للعصبية والقبلية، ليس هو فقط بل لفرط ما أستخدمناها للتعصب لم أعد أحب سماع حديث يخص القبائل... 

ولأني من يوم ما رأيت الوجود كان حولي يشتعل نارا وحروباً بسببها ومن يومها بدأت التشرد وإلى الآن أمي لم تنسي تفاصيل تلك الأحداث التي إجتمعت في وقت واحد (ولادتي- الحروب- التشرد) لم تنسي كيف كانت تضمني وكيف كانت تريد أن تحميني من رصاصهم، لم تنس أي شيء!

 ومن بعدها أنا لم أتهنأ بعيشي ولم يهدأ لي بال وأذني لم ترتاح من سماع حروب لا إسم لها غير أنها بين قبيلتين!!

لهذا نحنُ نكره/ نلغي الآخرين بسببها، ولهذا نتفرق ولهذا يَموتُ بعضنا أيضاً!!.
****
****
وطني.. إنه عالمنا والمكان الوحيد الذي نطهر فيه أهميتنا ونكسب فيه إحترام الجميع في هذه الأرض، كانت مسئوليتنا أن نحترم هذا الجزء الصغير الخصب الذي منحنا الله إياه، أن نتعامل بعضنا البعض بمودة لكن العكس هنا نصف وطن ونصفه هناك وحكومة هنا وهناك حكومة، الكل يريد ولا يريد ولم نتفق في شيء.

لهذا نحنُ نعيش مداساً تحت أقدام العابرين/ متشردين، ويكرهنا العالم، ولهذا يَموتُ بعضنا أيضاً!!
****
****

ذلك المساء كنتُ كائنا من البهجة بسسب صديقاتي الجميلات/ الحبيبات، تحدثنا طويلا وضحكنا معاً، ثم ذات صدمة رأينا في الشارع سيارة محروقة ومكسورة كاملاً، لكأنها كانت هناك منذ عسرين عاماً.........

الغريب أنها إحترقت ليلة ذلك المساء بسبب إنفجار إستهدافي، وهنا الإنفجارات المباغتة لا تعلم من أين ومتي تأتي لك؟!
لم أسأل حالي هل نجا أحد؟ كان واضحا إذا كانت السيارة أصبحت هكذا فكيف يكون البشر....

كالعادة لهذا نحنُ نكره/ نخاف ِممنْ حولنا، ونشك فيما بيننا، ولهذا يَموتُ بعضنا أيضاً!!
****
****
ما بين المغرب والعشاء كانت ذاهبة لبيتها وراكضة لأن الطلام حلّ ومقديشو وبعض الأحياء خاصة يجب أن تكفيك 12 ساعة لترتب أمورك خارجاً وتدخل البيت باكراً، هي لم تتطور بعد من أن تمنحك هذه الساعات فقط منذ عشرين عاما في حين أن العالم يعيش كل وقته الأربعة والعشرين.

لم تبلغ البيت بعد هاهي تمشي لكن شاب في العشرينات أمامها ويوقفها، لن تتوقف لكنه يهددها بمسدس، يسألها أسئلة غريبة "ماذا عندك، يا الله جميل ما تلبسينه وتحملين أشياء غالية أيضاً، هل أنت تعملين مع الحكومة المرتدة، يمكنني أن أقتلك لأني أعرف كيف أقتل ببساطة، هات ما عندك.. ووووو".

أعطته كل ما تحمل وتركها تذهب في طريقها لكن الذي لم تفهمه أهو لص أم سياسي أم أن اللصوص ثمة عدوي التسييس أنتشرت في تفاصيل حياتهم؟!!

لهذا نحنُ ننسي أن لنا إنسانية، ولهذا يؤلمنا رأسنا من كثرة المصطلحات المعقدة، ولهذا يَموتُ بعضنا أيضاً!!


هناك تعليق واحد: