الخميس، 24 يوليو 2014

عن هذه المدينة!!




أعود للحديث عن هذه المدينة التي تجعل قلبي مثقوب دائما ويتساقط منه كل من يعنيني  وفرحتي المتبقية، منذ مدة الأمور هنا لم تعد تسير على ما يرام.. ولأنها غريبة ولأنها حزينة لن ينتهي الحديث عنها ولا البكاء.


في الأمس ركبت الباص.. أحدهم بجانبي يشير إلى طريق هناك، لدي هاجس بأن شيئا ما حصل وإذا هو يقول " أترون، هناك قبل ساعة قتلت الفنانة سادة علي ورسمي".

إستقبلت خبراً مفرحا هذا الصباح وها أنا أستقبل آخر سيئاً، أما كان لهذا الخبر أن ينتظر حتي أستمتع قليلا...

كل شيء يسير بسرعة وصخب والناس يشكون / خائفين بين بعضهم، يسألون حالهم مالذي سيحدث؟ مالتالي؟!، أنا أيضا أظلّ أبتعد كي لا ألامس أحدهم.

هذه المدينة أسئلتها تخطو بقدم واحدة وتسرق فرحك، ترمي عليك حزن الشوارع، تقهرك وتدفعك إلى الإختباء.

الاثنين، 14 يوليو 2014

رمضان هذا العام!!!




البارحة ومن نومي أستيقط بضجيج رصاص قوية... أصحو فزعة، لم يكونوا رحيمين أبدا.
أفتح نافدتي.... 
أشم الهواء لأنه يبشرني بقدوم مطر جبار، ولأنه الوحيد المريح هذه الليلة.

هذا الصباح الطرقات مبتلة، والناس يمرون الشارع بثياب ثقيلة وقلوب باردة، ذهبت إلى السوق لأشتري حاجيات 
للبيت، طرقاته زحام وضجيج كعادته أيام رمضان، البقالات مفتوحة... هناك إمرأة تبيع الخضار جانب الطريق ترفع رأسها 
وفي وجهها إبتسامة وكأنها تقول "الأمر ليس بهذه الصعوبة، سأستمر".
كانت تجعل هذا اليوم جميلاً في عيني وتدفعني لمزيد من الحياة رغم زخات رصاص البارحة... درس تعلمته في هذه المدينة.

ككل رمضان أكثر ما أحبه السكينة والإيمان الذي أشعر به في داخلي، وأكثر ما أستمتع به هو هذا الطريق المعتم الواعد بالضوء الذي أمر به عند الذهاب لصلاة التراويح مع فتيات الجيران.

قبل أيام عندما وصلت محظة الباصات فوجئت بسيارة محترقة في جانب الطريق وعدد من الجنود هناك كما رأيت أناساً يشتركون في الهرب وركضت أنا أيضا... الركض كان درس آخر تعلمته في هذه المدينة.

في هذا الرمضان لم يمر يوم إلا وتحدث حادثة... إغتيال، إنفجار، كل طرقاتي في هذه المدينة تتحدث لغة داكنة وجراحها كريمة....

رمضان هذا العام في مدينتي أرتبط بمزيد من الأحداث المفجعة ومزيد من أخبار الموت، والأعظم ألماً أن بعضهم يفعل كلّ هذا تقرباً إلى الله.

إنه شهر السلام والمحبة والرحمة والغفران، لكنهم أهانوا كل ما كان كبيراً فيه وشوهوا ما كان جميلاً.. 

كان يمكن لأيامه أن تكون أكثر بهجة.. كان يمكن لهم بدل القتل أن يعملوا أشياء جميلة لوجه الله، كان يمكن أن يختفي هذا الغرق في روحي ويموت الخوف في داخلي، وأن تأتيني مع نسائم لياليه إبتسامة.

الأربعاء، 2 يوليو 2014

الواحد من يوليو هل مرّ من هنا؟!!!!




ها قد أتت الذكرى ال 54 ليوم الاستقلال والوحدة الصومالية لكن كثيرة تلك الأعوام التي لم يشعر بها قلبي، وكأنهم يتحدثون عن وطن لا يعنيني، وكأن كل الأيام متشابهة تماماً، وكأنهم يريدون أن يضللوني بسعادة عابرة، بسعادة وحدة مضت في حين أن الوطن يتجزأ وينقسم حالياً بشكل مستمر.
خرجت من البيت، توجهت إلى محظة الباص لكن الطرق كلها كانت مغلقة، شعرت بالأسي لأني تعبت من المشي، بالأخص أن هذا اليوم عظيم بإسمه فقط وأنه فقد بريقه كتلك الأشياء التي فقدناها وفُقد معها الأوطان.
أولئك الذين ناضلوا من أجل وظن غادروا عن أعيننا وهذا لا يعني أنهم إختفوا إنهم يعيشون بنا.. أقدر جهودهم وأقدر جم الوطنية التي كانت تحركهم، لكن الأعظم ألماً مالذي وصلنا إليه ومالذي فعلناه بجهودهم عير أننا أضعناها وأنشغلنا بالحروب والقتال بيينا.
منذ 22 عاما والسؤال نفسه يراودنا ألا أيها الليل الطويل متي غدك؟! ووحده الإنسان الصومالي من بين خلق الله يتوقع غداً مشرقاً دون أن يسامح نفسه وبعضه ودون أن ينهي العصبية والقبلية والتطرف ودون أن ينهي الفساد في أرض الله.
الغريب عندما الإنسان يبالغ في تزيين جدران بيته ويلمع كل شيء حوله بينما قلبه يصدأ من كثرة النفاق...
والعجيب أني رأيت أناسا لا يشعرون الوطنية عير ذاك اليوم، ليشرحوا لنا ما قيمة الوطن وما اهمية العلَم ، ليمجدوه ويهتفوا "عاش الوطن عاش العلَم" مع أنهم ليسوا سوى لصوصاً للوطن يسرقون ولا يتحاسبون ويضعون يدهم في جيبهم، ويخطفون اللقمة من فمك، دون أدني رحمة أو حياء.
كان هذا هو يومهم ليتذكروا الوطن وليتمنوا له الخير في نهاية الحفل وليقولوا "كل عام والوطن بخير".
لكن اقول أنا كل يوم ووطني بخير كل يوم وأنتَ سالم، كل يوم وشعبي يسلم من شر الفاسدين.