الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

صور من مقديشو!!


  • البارحة لم أستطع النوم لوقتٍ طويل، جلستُ خارجاً وكنتُ غارقة في الذكريات..

    الجو أصبح يبرد وبردت أنا أيضا، ذهبت للسرير وطاردني الأرق..



    أختي تقول بأني صحوتُ باكراً هذا الصباح لكن هناك ثمة حقيقة واحدة بأني لم

     أنم..


    خرجت مبكراً إلى محظة الباص ولم أركض كعادتي عندما أذهب للعمل.


    في الباص أحدهم يقول:

    مقديشو، المدينة البائسة عندما تنظر من هذا الطريق جميلة...


    بدأت أنا أصور بموبايلي وقلت:

    معك حق، وكأنه لا توجد حكاية ذات نهاية سيئة أبداً.















الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

إحتفال أم إختناق...!!!!



الآن الساعة التاسعة ليلاً وعدد من الجنود يفتشون المنازل وهم حاملين البنادق، لا أستريح لرؤية تلك الآلة لكن كأنها تقول لي ليس ببالي بل لست على إستعداد أن أختفي من حياتك لوقت طويل، أريحي نفسك.. يا إله السماواات.
دعوني أبدأ هذه الدراما من البداية وأرجع قليلاً إلى الوراء..
 هذا المساء خرجت الخامسة من العمل، كالعادة الباص يمر في الشارع وعند قربنا من الحي تفاجأنا بجنود متفرقين ، قلت لنفسي بأن خطأً ما هنا اليوم لكن لم أعرف، الطريف أني تفاجأت أيضا بتنصيب العلَم الصومالي بجانب الطريق وأيضا كل المحلات والدكاكين والبقالات هناك.
أحدهم في الباص علق قائلاً
- اليوم هنا إحتفال.
جاوبته:
- نعم أستطيع أن أرى ذلك إذ لا تنقصنا الأعلام والجنود لكن ما المناسبة؟
- إنه 12 من أكتوبر بمناسبة تنصيب العلم الصومالي لأول مرة،
 تنفست بعمق وقلت بصوت مسموع
"أعلم في السابق أنهم إحتفلوا بشكل يليق بك يا وطن، ومتأسفة  الآن فلم نعد نحفط أيامك المجيدة".


مكان الإنفجار

وصلت المنزل بسلام، وفي الليل سمعنا عدة أنفجارات قريبة وأخرى بعيدة.. منهم من سبب خسائر  كبيرة في الأرواح.
 فتحت أنا الباب لأنظر مالذي يجري، الرجال الذين خرجوا من المسجد وكل من يمشي في الطريق يسرع في المشي ويذهب إلى بيته إلا إمرأة هناك كالعادة تبيع الحليب أمام بيتنا، تقول بصوت حنون
 " لا استطيع أن أترك هنا سأبيع ولن يحصل لي إلا ما قدره الله".
أخي يأتي من المسجد ويوبخني لأني فتحت الباب وواقفة خارجاً..
قبل أن ندخل كانت المفاجأة الكبرى لهذه الليلة أن وصل عدد من الجنود وبدأو بتفتيش البيوت علّ أحداً من حركة الشباب الذي هجمهم بإنفجار فر داخل الحيّ..
هاهم ثلاثة تمشي نحونا وآخرون يتجهون لبيوت الجيران، أخرجوا جميع الشباب وبدأو بالتهديد.. ليس فقط هكذا بل أطلقوا النيران بطريقة عشوائية..
بدأت أختنق برائحة البارود، خفت حينها وطننت أنهم يقتلون أحداً ما بالتأكيد...
بعض الأمهات كنّ يصرخن بالجنود ويؤكدن براءة أبنائهن من تهمة الإنفجار، أما أمي فكانت تدعو الله بشدة وتقول لي إقرأ القرءان وخاصة سورة "يس".
بعد ساعات عشناها بفزع ذهبوا وحينها شعر الجميع كأن حجراً ما وثقيلاً أزيح من صدورهم.
المضحك أني كنت أسمع أغاني وموسيقي بصوت عال، إذن الآن بدأت الحفلة بيوم العلَم في فندق قريب منا، الرئيس أيضا موجود...
جلست في الفناء والقمر طهر ومنحني أبتسامة حلوة، في الواقع كان الشيء الجميل الوحيد هذه الليلة.
الجو هادئ جداً إلا من صوت الأغاني والخطب التي تلقي في الحفلة، وأيضا الهتافات:
 يحيا الرئيس، يحيا العلم ويحيا الوطن.

بالنسبة لي كان الأمر مزعجاً بحق ولم أتمني أن تأتي هذه الليلة كي لا أعيش كل هذا الخوف.
الآن يتحدثون عن تاريخ الصومال وكيف رحل الإستعمار، يتحثون عن مجد الأجداد...
الجميع يردد أغنية العلم..
Qolobaa calankeed,
waa ceynoo,
Innaga keenu waa,
Cirkoo kale ee,
Oon caadna lahayn,
Ee caashaqaye.
والتي تكون بالترحمة العربية
"لكل أمة لها علم، وعلم أمتي مثل الأزرق السماوي التي لا سحاب فيها، وأنا أعشقه"
******
يا لها من دعابة، بدأتُ أنا أيضا بترديد النشيد معهم وبالأخير ذهبتُ إلى السرير.




الخميس، 9 أكتوبر 2014

العيد!!




منذ أيام وأنا أعيش فرحاً غامراً وقلبي يغني بمناسبة العيد..

                                                             *****
 باكراً جداً صحوت صباح السبت على صوت التكبيرات، سلمان أخي الصغير اضطرني خلال هذه الساعات على خوض تدريب شاق على  الأمومة ونجحت في إقناعه بالذهاب لصلاة العيد أخيراً.
في الطريق اجتمع الأطفال يتبادلون تهاني العيد ويتباهون بالألعاب والملابس الجديدة.

 شيء ما بداخلي غفر للأشرار والشياطين الذين أتعبونا في هذه المدينة..
 شيء ما جعلني أنظر لها بعين آخر  هذا اليوم..
 شيء ما جعلني أعتقد أن هؤلاء الأطفال لا تنقصهم الأغنيات وعندهم الكثير الكثير من أناشيد الحياة والحب..
جئت إلى البيت تاركة كل شيء إلا قليلاً من الأمل.

الأصدقاء من الصغار والكبار زارونا، وسلمان بدأ بمشاغباته وضحكه مع الأطفال، أحياناً نشاطه الزائد ينهكني وسأرتاح قليلاً من لعب دور الأمومة اليوم.

                                                             *****
سابقا كنت أبحث عن الجمال في داخلي ويفزعني الفراغ، كنت أتسائل هل أنا مفلسة حقا؟!

 الطريف أني كنت بوجه غير الذي أحمله الآن، كنت أتذمر من هذه المدينة التي حالت بيني وبين  أحلامي، لا أعرف مالذي حدث لكن ذات صبيحة قررت أن أكتشف وجهها الآخر، بالمناسبة أستطيع القول بأن مقديشو منحتني كل البسمات في حياتي .

أدركت فجأة بأني بت شحصاً يؤمن بالأشياء الجميلة..
من الأشياء الجميلة أن القمر يبتسم لي من هناك ومن بعيد..
وأني إلتقيت بصديق جميل وبرفقته تبدو الأمسيات رائعة..وتضاءلت كل أحزاني، وأوجاعي لم تعد تعني شيئاً.. والأهم أني لم أفقد الأمل بعد في الوطن، ولم أتخلي عن أحلامي..
من الأشياء الجميلة أني توقفت عن انتظارك.

                                                              *****
منذ حزيران وأنا أسأل الله وأترجاه أن ينسيني دروس حبك،
 أتذكر خلال أيام شهرالحج المباركة أني صحوت في منتصف الليل وصليت،  ولم أعرف ماذا أسأل الله كي يعطيني، فقط شكرته على رحمته بي وترفقه وتقبله لدعواتي... نسيت أن أخبرك أن الله أخذني لطريق بعيد عنك.
                                                              *****
ميمونة صديقتي سافرت قبل وقت، كنت أراها في كل لحظة تترك البهجة ورائها وتحتضن الحياة بذراعين مفتوحة قالت لي يوما
 " لا تنتظري الكثير من أحد ولا تتوقفي عن سعادتك من أجل أحد، ابتسمي دائما"
أشتاقها هي أيضا.
                                                               *****
هذا المساء تأتيني زينب لتحتفل معي بالعيد، رافقتني بروحها الطيبة منذ أعوام، تحدثنا كثيراً ولم ننتبه للوقت كعادتنا.
                                                               *****
أنا المسرفة الآن في إنتقاء اللحظات الجميلة في مقديشو وأنا من طنت يوماً بأني لم أعد أصلح لأن أكون جزءاً منها.