الأحد، 20 أبريل 2014

موعد مع "شامو" آخر!













 
أدركت بعد ساعات أنني نجوت من موت محقق لأنني وصلت الجامعة قبل دقائق من الإنفجار.. وعلمت أيضا أن زملائي نجوا أيضاً من الموت لأن الجامعة قريبة من مكان الإنفجار ولم يصب أحد بأذى على الرغم من أن شبابيك الفصول الدراسية قد تهاوت، قفزنا كلنا من أماكننا وما إن خرجنا من الفصل حتى رأينا ألسنة الدخان تتصاعد إلى السماء والسّحب السوداء تمر من
خلالنا وفوق رؤوسنا مثل أن تقف على نافذة بناية ناطحة للسحاب وترى السحاب يمر عبرك… شيء شبيه بلحظة حلم.. أقصد كابوس.

لم يكن الأمر مجرد مزحة أو قصف عابر، كان ثمة شىء غير عادي في كل ذلك، وبدأت أبواق سيارات الإسعاف تملأ المكان، كانت رائحة الموت البطيء وبرعب وثبات تتخلل جسد مقديشو مثل مخدر، قبل أن يصبح  هذه الأيام خبراً عادياً… مجرد خبر!

دائما ما نكون عرضة لمرور في نشرة المساء كخبر مملل، أو قد نكون شهوداً على حدث كبير، لكن قليلا ما ندرك هذا لحظة الحدث، إذ أنّ الصدمة والخوف والمفاجأة قد تسرق منا ذلك.
يصدمني المشهد عندما أمر بمكان الحادثة وأنا في طريقي إلي الجامعة وقد حول الإنفجار بقايا الحجارة وأعمدة الحديد إلى أشكال ورسومات سريالية.

لم نكن نعلم أن يوم الثلاثاء 4 أوكتوبر 2011م، كان يوم آخر لإعدام الطلاب  استكمالاً لمذبحة فندق شامو في الثالث من ديسمبر 2009م.

‏إن الذكريات التي تركوها مازالت موجودة في اللاوعي قريبة من السطح وستظهر في كل مرة، ومع  سماع صوت مدّوي يذكرنا بواقع أن الطلاب سيكونون معرضين وبسهولة لعقاب ممن سموا أنفسهم بالإسلاميين وفي كل مرة لن يكون لنا من ملاذ آمن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق