الأحد، 20 أبريل 2014

مقديشو والقمر..


في ليل حمر كنت خائفة من الذهاب خارج المنزل بالأخص كنت أخشي من جنوب العاصمة بعد نزوحي من شمال العاصمة صدقتهم لأنهم أخبرونا أن البنات في خطر والخوف من الحرامية في هذه المناطق، وماما لم تكن تسمح لنا الخروج في الليل لخوفها علينا
عموما..
وكما أن كل ممنوع مرغوب، في هذه الليلة المقمرة مع النسيم العليل والهواء الطلق خرجت أنا وصديقتي الحبيبة بعد إذن أمي إلى الشارع..

الناس يتعرفون على بعضهم ويسلمون على بعضهم... رأيت النسوة يبعن السمبوسة والبجية (الفلافل) وغيرها للناس، إشترينا بعضا منها وأشترينا أيضا حلوى ساخنة من محل هناك وكذلك الآيس كريم... وتعلمت من هناك أنه ليس من العدالة أن نحكم على شىء بمجرد السماع عنه..
حين خرجت رأيت هناك آية من أبدع الآيات الربانية، فما أعظم ذلك الإحساس الذي شملني وضمني إليه حين وقع بصري على ذلك الكوكب المضىء، فقد بدت مقديشو  صافية  في صحن الليل حيث تشعر بالهدوء والطمأنينة ...ومن نوره الهادئ الآسر الشادي قد أشرقت المدينة.. عندها فرحت به، قالت له هيا عش بين جنبي لكنه إعتذر!

قد لا أستطيع وصفه لكني شعرت بسعادة كبيرة تدغدغ روحي وتنسل إلى أعماقها، وحينها تذكرت قول الشاعر حين قال:
والبدر في كبد السماء كوردة * بيضاء تضحك في رياض بنفسج
فيا لها من لوحة ربانية رائعة جعلتني أعشق مقديشو أكثر وأنعم بتلك اللحظات والتي أعادت إلى بصيرتي وأتسائل أسئلة كثيرة كالأطفال تماما، ترى ماذا يوجد في ذلك الكوكب حتى استحال منيرا وهادئا؟ وما تلك الخطوط الموجودة فيه وماذا وماذا؟؟ 
مابال تلك السحب تحجبه عني؟ أم هو الذي خجل مني ومن أسئلتي فتوارى خلف السحاب يذوب خجلا وحياء؟!
القمر أيها الكوكب البديع  لولاك لمارأيت سوي ضباب كثيف وظلام منتشر... لولاك ماخرجت... فما أحلمك وما أنقاك وما أصفاك..
أين أنت ياصديقي؟.. آآه لقد حجبتك السحب عني مرة أخرى!
ولكن إعلم أيها القمر أني سأكون قلبا حنونا لك وخلك الذي تبحث عنه حتي لوفرقت بيننا المسافات الشاسعة أو تباينت الأوقات سوف أبثكأحزاني وآلامي...فأمنحني حبك.. وأنا أعلم أنك لن تخذلني ولن تقهرني فمن يملك صفاء كصفائك يستحيل أن يعرف الخداع والخيانة.

سوف تكون حياتنا مشتركة.. سنتقاسم الأحاسيس والمشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق