الخميس، 9 أكتوبر 2014

العيد!!




منذ أيام وأنا أعيش فرحاً غامراً وقلبي يغني بمناسبة العيد..

                                                             *****
 باكراً جداً صحوت صباح السبت على صوت التكبيرات، سلمان أخي الصغير اضطرني خلال هذه الساعات على خوض تدريب شاق على  الأمومة ونجحت في إقناعه بالذهاب لصلاة العيد أخيراً.
في الطريق اجتمع الأطفال يتبادلون تهاني العيد ويتباهون بالألعاب والملابس الجديدة.

 شيء ما بداخلي غفر للأشرار والشياطين الذين أتعبونا في هذه المدينة..
 شيء ما جعلني أنظر لها بعين آخر  هذا اليوم..
 شيء ما جعلني أعتقد أن هؤلاء الأطفال لا تنقصهم الأغنيات وعندهم الكثير الكثير من أناشيد الحياة والحب..
جئت إلى البيت تاركة كل شيء إلا قليلاً من الأمل.

الأصدقاء من الصغار والكبار زارونا، وسلمان بدأ بمشاغباته وضحكه مع الأطفال، أحياناً نشاطه الزائد ينهكني وسأرتاح قليلاً من لعب دور الأمومة اليوم.

                                                             *****
سابقا كنت أبحث عن الجمال في داخلي ويفزعني الفراغ، كنت أتسائل هل أنا مفلسة حقا؟!

 الطريف أني كنت بوجه غير الذي أحمله الآن، كنت أتذمر من هذه المدينة التي حالت بيني وبين  أحلامي، لا أعرف مالذي حدث لكن ذات صبيحة قررت أن أكتشف وجهها الآخر، بالمناسبة أستطيع القول بأن مقديشو منحتني كل البسمات في حياتي .

أدركت فجأة بأني بت شحصاً يؤمن بالأشياء الجميلة..
من الأشياء الجميلة أن القمر يبتسم لي من هناك ومن بعيد..
وأني إلتقيت بصديق جميل وبرفقته تبدو الأمسيات رائعة..وتضاءلت كل أحزاني، وأوجاعي لم تعد تعني شيئاً.. والأهم أني لم أفقد الأمل بعد في الوطن، ولم أتخلي عن أحلامي..
من الأشياء الجميلة أني توقفت عن انتظارك.

                                                              *****
منذ حزيران وأنا أسأل الله وأترجاه أن ينسيني دروس حبك،
 أتذكر خلال أيام شهرالحج المباركة أني صحوت في منتصف الليل وصليت،  ولم أعرف ماذا أسأل الله كي يعطيني، فقط شكرته على رحمته بي وترفقه وتقبله لدعواتي... نسيت أن أخبرك أن الله أخذني لطريق بعيد عنك.
                                                              *****
ميمونة صديقتي سافرت قبل وقت، كنت أراها في كل لحظة تترك البهجة ورائها وتحتضن الحياة بذراعين مفتوحة قالت لي يوما
 " لا تنتظري الكثير من أحد ولا تتوقفي عن سعادتك من أجل أحد، ابتسمي دائما"
أشتاقها هي أيضا.
                                                               *****
هذا المساء تأتيني زينب لتحتفل معي بالعيد، رافقتني بروحها الطيبة منذ أعوام، تحدثنا كثيراً ولم ننتبه للوقت كعادتنا.
                                                               *****
أنا المسرفة الآن في إنتقاء اللحظات الجميلة في مقديشو وأنا من طنت يوماً بأني لم أعد أصلح لأن أكون جزءاً منها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق