الاثنين، 14 يوليو 2014

رمضان هذا العام!!!




البارحة ومن نومي أستيقط بضجيج رصاص قوية... أصحو فزعة، لم يكونوا رحيمين أبدا.
أفتح نافدتي.... 
أشم الهواء لأنه يبشرني بقدوم مطر جبار، ولأنه الوحيد المريح هذه الليلة.

هذا الصباح الطرقات مبتلة، والناس يمرون الشارع بثياب ثقيلة وقلوب باردة، ذهبت إلى السوق لأشتري حاجيات 
للبيت، طرقاته زحام وضجيج كعادته أيام رمضان، البقالات مفتوحة... هناك إمرأة تبيع الخضار جانب الطريق ترفع رأسها 
وفي وجهها إبتسامة وكأنها تقول "الأمر ليس بهذه الصعوبة، سأستمر".
كانت تجعل هذا اليوم جميلاً في عيني وتدفعني لمزيد من الحياة رغم زخات رصاص البارحة... درس تعلمته في هذه المدينة.

ككل رمضان أكثر ما أحبه السكينة والإيمان الذي أشعر به في داخلي، وأكثر ما أستمتع به هو هذا الطريق المعتم الواعد بالضوء الذي أمر به عند الذهاب لصلاة التراويح مع فتيات الجيران.

قبل أيام عندما وصلت محظة الباصات فوجئت بسيارة محترقة في جانب الطريق وعدد من الجنود هناك كما رأيت أناساً يشتركون في الهرب وركضت أنا أيضا... الركض كان درس آخر تعلمته في هذه المدينة.

في هذا الرمضان لم يمر يوم إلا وتحدث حادثة... إغتيال، إنفجار، كل طرقاتي في هذه المدينة تتحدث لغة داكنة وجراحها كريمة....

رمضان هذا العام في مدينتي أرتبط بمزيد من الأحداث المفجعة ومزيد من أخبار الموت، والأعظم ألماً أن بعضهم يفعل كلّ هذا تقرباً إلى الله.

إنه شهر السلام والمحبة والرحمة والغفران، لكنهم أهانوا كل ما كان كبيراً فيه وشوهوا ما كان جميلاً.. 

كان يمكن لأيامه أن تكون أكثر بهجة.. كان يمكن لهم بدل القتل أن يعملوا أشياء جميلة لوجه الله، كان يمكن أن يختفي هذا الغرق في روحي ويموت الخوف في داخلي، وأن تأتيني مع نسائم لياليه إبتسامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق